الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ حمدًا يليقُ بجلالِهِ، وعظيمِ سلطانِهِ،
فنحمدُهُ ونشكرُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ، ونستعينُ بِهِ ونستنصرُهُ،
ونسألُهُ مِنْ نعمِهِ التِي لاَ تُعَدُّ ولاَ تُحْصَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اصطفَاهُ واجتبَاهُ ووفَّقَهُ
وهدَاهُ، فاللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عَلَى سيدِنَا محمدٍ فِي
الأَولينَ وفِي الآخرينَ، وفِي كُلِّ وقتٍ وحينٍ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ
وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحسانٍ إلَى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ: فأوصيكُمْ عبادَ اللهِ بتقوَاهُ والعملِ بِمَا جاءَ فِي كتابِهِ، قالَ اللهُ تعالَىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).
عبادَ اللهِ: نحنُ فِي أيامٍ مباركةٍ فيهَا ذكرَى عطرةٌ مِنْ أعظمِ
الذكرياتِ وأجَلِّهَا، ذكرَى مولِدِ حبيبِنَا وسيدِنَا محمدٍ -صلى الله
عليه وسلم- ذكرَى مَوْلِدِ سيدِ الخلقِ، الرحمةِ المهداةِ والسراجِ
المنيرِ، وحبيبِ الرحمنِ، وأفضلِ الرسلِ، وخاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ،
الذِي أحاطَتْهُ الرعايةُ الربانيةُ، والعنايةُ الإلهيةُ قبلَ مولِدِهِ
وبعدَ مولدِهِ -صلى الله عليه وسلم- فقدْ هيَّأَ اللهُ لهُ الظروفَ
والأحوالَ معَ صعوبتِهَا، وحمَاهُ مِنَ الْمِحَنِ والشدائدِ معَ حدتِهَا،
وَأَلاَنَ لَهُ القلوبَ مَعَ كفرِهَا وعنادِهَا، لقَدْ كانَ مَوْلِدُ
سيدِنَا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نورًا وبرهانًا، وإقامةً للحقِّ
والخيرِ والعدلِ بَيْنَ الناسِ ونشْرًا للخيرِ والفضيلةِ، ورفعًا للظلمِ
والبغيِ والعدوانِ، ونذيرًا بزوالِ الشركِ والطغيانِ، وكانَ لمولِدِهِ -صلى
الله عليه وسلم- دلالاتٌ وبشائرُ كثيرةٌ، منهَا مَا عَبَّرَ عنهَا القرآنُ
الكريمُ عَلَى لسانِ نبيِّ اللهِ عيسَى عليهِ السلامُ، قالَ تعالَىوَإِذْ
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ
اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا
جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ).
أيهَا المسلمونَ: إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أشرفِ الناسِ
نسبًا، وأكمَلِهِمْ خَلْقًا وخُلُقًا، فقدْ قالَ -صلى الله عليه وسلم-
:”إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى
قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ،
وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ“. فقدْ حملتِ السيدةُ آمنةُ بعدَ
زواجِهَا مِنْ عبدِ اللهِ بْنِ عبدِ المطلبِ والدِ الرسول -صلى الله عليه
وسلم- بأشرفِ الخلقِ وخيرِ الناسِ، وقدْ حَدَثَ لَهَا فِي حملِهَا أمورٌ
عجيبةٌ، وهَا هِيَ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ سيدِنَا رَسُولِ اللّهِ
-صلى الله عليه وسلم- رُوِيَ عنهَا: أنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ
بِرَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقِيلَ لَهَا: إِنَّكِ قَدْ
حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَإِذَا وَقَعَ إلَى الأَرْضِ
فَقُولِي: أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، ثُمّ سَمِّيهِ
مُحَمَّدًا. وَرَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِِهِِ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ
رَأَتْ بِهِ قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشّامِ .
ولقدْ شرُفَتْ مكةُ المكرمةُ -وهِيَ خيرُ بقاعِ الأرضِ- بِمولدِ النبيِّ
-صلى الله عليه وسلم- بشِعْبِ بنِي هاشِمٍ صبيحةَ يومِ الاثنينِ الثانِي
عشرَ مِنْ شهرِ ربيعٍ الأولِ عامَ الفيلِ، وكانَ مولدُهُ -صلى الله عليه
وسلم- فِي أشرفِ بيتٍ مِنْ بيوتاتِ العربِ وَأشرفِ بطنٍ مِنْ بطونِ قريشٍ،
وهُمْ بنُو هاشِمٍ، ولقَدْ وُلِدَ -صلى الله عليه وسلم- يتيمُ الأبِ، حيثُ
فَقَدَ أَبَاهَ قبلَ مولِدِهِ، وقدْ أشارَ القرآنُ الكريمُ إلَى ذلكَ،
فقالَ اللهُ -تعالى-أَلَمْ
يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى). وقالَ أنسٌ-رضي الله عنه-: وَلَدَتْ آمِنَةُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-بَعْدَ مَا تُوُفِّيَ أَبُوهُ.
وللهِ دَرُّ القائلِ فِي وصفِ مولدِهِ:
وُلِدَ الهُدَى فَالكائِناتُ ضِياءُ وَفَمُ الزَّمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَّماءَ فَزُيِّنَتْ وَتَضَوَّعَتْ مِسْكاً بِكَ الْغَبْرَاءُ
يَوْمٌ يَتِيهُ عَلَى الزَّمانِ صَبَاحُهُ وَمَسَاؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضَّاءُ
أيهَا المسلمونَ: لقدِ ابتهجَتِ الكائناتُ بمولدِهِ -صلى الله عليه وسلم-
وكانتِ البهجةُ العظمَى لِجدِّهِ عبدِ المطلبِ حينَ استقبلَ خبَرَ مولِدِهِ
-صلى الله عليه وسلم- فحينمَا جاءَهُ البشيرُ وهوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ
معَ رجالٍ منْ قومِهِ، فأخبرَهُ بمولِدِ النورِ والرحمةِ المهداةِ والسراجِ
المنيرِ، فَسُرَّ بذلكَ وأعلنَ سرورَهَ بيْنَ الْمَلإ، ثُمَّ قامَ هُوَ
ومَنْ معَهُ، فأخذَ سيدَنَا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-وأدخلَهُ الكعبةَ،
وقامَ عندَهَا يدعُو اللَّهَ ويشكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهُ .
ولقَدْ نَالَتِ السيدةُ حليمةُ السعديةُ شرفَ رضاعتِهِ بعدَ أُمِّهِ -صلى
الله عليه وسلم- وكانتْ عادةُ العربِ أنْ يرسلُوا أبناءَهُمْ إلَى الباديةِ
للرضاعةِ تقويةً لأجسامِهِمْ وإتقانًا للسانِ العربِيِّ الفصيحِ فِي
مهدِهِمْ، فأرسلَ عبدُ المطلبِ سيدَنَا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- إلَى
السيدةِ حليمةَ السعديةِ مِنْ بنِي سعدٍ، التِي نالَتِ الخيرَ والبركَةَ
بذلكَ النبيِّ المبارَكِ، فخرجَتْ عَلَى أتانٍ لَهَا ضعيفةٍ هزيلةٍ، تشكُو
الفقْرَ والحاجَةَ وقِلَّةَ ذاتِ اليدِ، وتتأخَّرُ عَنِ الرَّكْبِ، ومعَهَا
ابنُهَا يتضوَّرُ جوعًا مِنْ قِلَّةِ اللبنِ فِي صدرِهَا، فلمَّا لَمْ
تَجِدْ صبيًّا غيْرَهُ -صلى الله عليه وسلم- أخذَتْهُ حَتَّي لاَ ترجِعَ
إلَى ديارِهَا خاليةَ اليدينِ، فلمَّا أخذَتْهُ -صلى الله عليه وسلم-
تَبَدَّلَ حَالُهَا فشعرَتْ بقوةٍ فِي جسدِهَا وامتلأَ صدرُهَا بِاللبنِ
فشرِبَ -صلى الله عليه وسلم- هُوَ وأخُوهُ مِنَ الرضاعةِ حتَّى روَيَا
ونَامَا، وركبَتْ أتانَهَا فصارَتْ أسرعَ الْحُمُرِ وأَسبَقَهَا، فبعدَ أنْ
كانَتْ مسبوقَةً أصبحَتْ سابقةً، وعَمَّتْهَا البركةُ بأخذِهَا لهذَا
الصبِيِّ المبارَكِ ثُمَّ أَمْضَى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-
السنواتِ الأربعَ الأُولَى مِنْ طفولَتِهِ فِي باديةِ بنِي سعدٍ، فنشَأَ
قويَّ البنيةِ، سليمَ الجسمِ، فصيحَ اللسانِ، جريءَ الْجَنَانِ -صلى الله
عليه وسلم-.
ثُمَّ جاءتْ حادثَةُ شَقِّ الصدرِ، وبِهذِهِ الحادثَةِ الكريمةِ يتجَلَّى
لنَا فضلُ اللهِ عَزَّ وجلَّ عَلَى سيدِنَا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-
وحفظُهُ لَهُ، فكانَ تهيؤُهُ للنبوةِ والوحيِ منذُ الصِّغَرِ، وبعدَ هذِهِ
الحادثةِ خشيتْ مرضعتُهُ عليهِ فأعادتْهُ إلَى أُمِّهِ الحنونِ، كَيْ يلقَى
الرعايةَ والاهتمامَ منهَا.
أيهَا المسلمونَ: لقَدْ كانَ مولدُ سيدِنَا محمدٍ -صلى الله عليه
وسلم-حدَثًا فريدًا فِي تاريخِ الإنسانيةِ، حيثُ غَيَّرَ مُجرياتِ
التاريخِ، وكانَ بدايةً لنقلِ الناسِ مِنَ الظلماتِ إلَى النورِ، فعلينَا
أنْ نُحافِظَ عَلَى هذَا النورِ باتباعِ مَا أَمَرَ اللهُ تعالَى بِهِ
واجتنَابِ مَا نَهَى اللهُ عنهُ، قالَ تعالَىوَمَن
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) وَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : ”خَلَّفْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ
لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِى“.
فصلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليكَ يَا رسولَ اللهِ فِي الأولينَ والآخرينَ،
وصلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليكَ عددَ مَا خلقَ اللهُ فِي السمواتِ والأرضينَ،
حيثُ رفعْتَ لواءَ العدلِ ومحوْتَ الظلمَ وحققْتَ الإخاءَ والمساواةَ
بيْنَ الناسِ، الأمرُ الذِي عجزَتِ البشريةُ عنْ تحقيقِهِ عبْرَ القرونِ
والأجيالِ، لأنَّكَ الرحمةُ المهداةُ والهدايةُ لخلقِ اللهِ أجمعينَ،
بُعِثْتَ لِتُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ، حيثُ خاطبَكَ ربُّكَ سبحانَهُ
وتعالَى بقولِهِ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُمْ ولجميعِ المسلمينَ، فاستغفرُوهُ يغفرْ لكمْ.
الخطبةُ الثانيةُ :
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَلِيُّ الصالحينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ صاحبُ الخُلُقِ العظيمِ، اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ
عَلَى سيِّدِنَا محمدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ
إلَى يومِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فيَا أيهَا المسلمونَ اتقُوا اللهَ، واعلمُوا أنَّ محبةَ رسولِ
اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي النفوسِ مغروسةٌ، وطاعتُهُ فِي القلوبِ
مطبوعَةٌ، وأقوالُهُ وأفعالُهُ والدعوةُ إليهَا والتأسِي بِها مِنْ أفضلِ
الأعمالِ وأعظمِ القُرُبَاتِ، فعلينَا أنْ نغرِسَ فِي نفوسِنَا ونفوسِ
أبنائِنَا محبتَهُ -صلى الله عليه وسلم-وذلكَ منْ خلالِ التأسِي بصفاتِهِ
وأخلاقِهِ ودراسةِ سيرتِهِ العطرةِ المباركَةِ وسيرةِ أصحابِهِ رضوانُ
اللهِ عليهِمْ أجمعينَ، الذينَ ربَّاهُمْ، فصنَعَ منهُمْ خيْرَ أُمةٍ
أُخرجَتْ للناسِ، وصدقَ اللهُ إذْ يقولُ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى
مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَىإِنَّ
اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ويَقُولُ
الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- :”مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً“اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ
عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ
اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَاجْمَعِ اللَّهُمَّ أُمَّتَنَا عَلَى الْخَيْرِ
وَالسَّدَادِ، اللَّهُمَّ أصلحْ لنا دينَنَا الذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا
وأصلحْ لنا دُنيانَا الَّتِي فيهَا معاشُنَا وأصلحْ لنا آخِرَتَنَا التي
فيها معادُنَا، وَاجْعَلِ الحياةَ زيادةً لنا في كُلِّ خَيْرٍ، اللَّهُمَّ
لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ
قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ وَعَافَيْتَهُ، وَلاَ
حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا
لَنَا يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ
الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا
الضَّرْعَ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ
بَرَكَاتِ الأَرْضِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ،
اللَّهُمَّ اجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلاَدِ
الْمُسْلِمِينَ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِلسَّيْرِ عَلَى مَا يُحَقِّقُ
الْخَيْرَ وَالرِّفْعَةَ لِهَذِهِ الْبِلاَدِ وَأَهْلِهَا أَجْمَعِينَ،
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاَتَنَا وَقِيَامَنَا، وَاجْعَلْ جَمِيعَ
أَعْمَالِنَا خَالِصَةً لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ، وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.
كله مأخوذ من موقع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
فنحمدُهُ ونشكرُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ، ونستعينُ بِهِ ونستنصرُهُ،
ونسألُهُ مِنْ نعمِهِ التِي لاَ تُعَدُّ ولاَ تُحْصَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
سَيِّدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اصطفَاهُ واجتبَاهُ ووفَّقَهُ
وهدَاهُ، فاللهمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عَلَى سيدِنَا محمدٍ فِي
الأَولينَ وفِي الآخرينَ، وفِي كُلِّ وقتٍ وحينٍ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ
وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحسانٍ إلَى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ: فأوصيكُمْ عبادَ اللهِ بتقوَاهُ والعملِ بِمَا جاءَ فِي كتابِهِ، قالَ اللهُ تعالَىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ).
عبادَ اللهِ: نحنُ فِي أيامٍ مباركةٍ فيهَا ذكرَى عطرةٌ مِنْ أعظمِ
الذكرياتِ وأجَلِّهَا، ذكرَى مولِدِ حبيبِنَا وسيدِنَا محمدٍ -صلى الله
عليه وسلم- ذكرَى مَوْلِدِ سيدِ الخلقِ، الرحمةِ المهداةِ والسراجِ
المنيرِ، وحبيبِ الرحمنِ، وأفضلِ الرسلِ، وخاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ،
الذِي أحاطَتْهُ الرعايةُ الربانيةُ، والعنايةُ الإلهيةُ قبلَ مولِدِهِ
وبعدَ مولدِهِ -صلى الله عليه وسلم- فقدْ هيَّأَ اللهُ لهُ الظروفَ
والأحوالَ معَ صعوبتِهَا، وحمَاهُ مِنَ الْمِحَنِ والشدائدِ معَ حدتِهَا،
وَأَلاَنَ لَهُ القلوبَ مَعَ كفرِهَا وعنادِهَا، لقَدْ كانَ مَوْلِدُ
سيدِنَا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نورًا وبرهانًا، وإقامةً للحقِّ
والخيرِ والعدلِ بَيْنَ الناسِ ونشْرًا للخيرِ والفضيلةِ، ورفعًا للظلمِ
والبغيِ والعدوانِ، ونذيرًا بزوالِ الشركِ والطغيانِ، وكانَ لمولِدِهِ -صلى
الله عليه وسلم- دلالاتٌ وبشائرُ كثيرةٌ، منهَا مَا عَبَّرَ عنهَا القرآنُ
الكريمُ عَلَى لسانِ نبيِّ اللهِ عيسَى عليهِ السلامُ، قالَ تعالَىوَإِذْ
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ
اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا
جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ).
أيهَا المسلمونَ: إنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْ أشرفِ الناسِ
نسبًا، وأكمَلِهِمْ خَلْقًا وخُلُقًا، فقدْ قالَ -صلى الله عليه وسلم-
:”إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى
قُرَيْشاً مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ،
وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ“. فقدْ حملتِ السيدةُ آمنةُ بعدَ
زواجِهَا مِنْ عبدِ اللهِ بْنِ عبدِ المطلبِ والدِ الرسول -صلى الله عليه
وسلم- بأشرفِ الخلقِ وخيرِ الناسِ، وقدْ حَدَثَ لَهَا فِي حملِهَا أمورٌ
عجيبةٌ، وهَا هِيَ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبٍ أُمُّ سيدِنَا رَسُولِ اللّهِ
-صلى الله عليه وسلم- رُوِيَ عنهَا: أنَّهَا أُتِيَتْ حِينَ حَمَلَتْ
بِرَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقِيلَ لَهَا: إِنَّكِ قَدْ
حَمَلْتِ بِسَيِّدِ هَذِهِ الأُمَّةِ، فَإِذَا وَقَعَ إلَى الأَرْضِ
فَقُولِي: أُعِيذُهُ بِالْوَاحِدِ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ، ثُمّ سَمِّيهِ
مُحَمَّدًا. وَرَأَتْ حِينَ حَمَلَتْ بِِهِِ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ
رَأَتْ بِهِ قُصُورَ بُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشّامِ .
ولقدْ شرُفَتْ مكةُ المكرمةُ -وهِيَ خيرُ بقاعِ الأرضِ- بِمولدِ النبيِّ
-صلى الله عليه وسلم- بشِعْبِ بنِي هاشِمٍ صبيحةَ يومِ الاثنينِ الثانِي
عشرَ مِنْ شهرِ ربيعٍ الأولِ عامَ الفيلِ، وكانَ مولدُهُ -صلى الله عليه
وسلم- فِي أشرفِ بيتٍ مِنْ بيوتاتِ العربِ وَأشرفِ بطنٍ مِنْ بطونِ قريشٍ،
وهُمْ بنُو هاشِمٍ، ولقَدْ وُلِدَ -صلى الله عليه وسلم- يتيمُ الأبِ، حيثُ
فَقَدَ أَبَاهَ قبلَ مولِدِهِ، وقدْ أشارَ القرآنُ الكريمُ إلَى ذلكَ،
فقالَ اللهُ -تعالى-أَلَمْ
يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى). وقالَ أنسٌ-رضي الله عنه-: وَلَدَتْ آمِنَةُ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-بَعْدَ مَا تُوُفِّيَ أَبُوهُ.
وللهِ دَرُّ القائلِ فِي وصفِ مولدِهِ:
وُلِدَ الهُدَى فَالكائِناتُ ضِياءُ وَفَمُ الزَّمانِ تَبَسُّمٌ وَثَناءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَّماءَ فَزُيِّنَتْ وَتَضَوَّعَتْ مِسْكاً بِكَ الْغَبْرَاءُ
يَوْمٌ يَتِيهُ عَلَى الزَّمانِ صَبَاحُهُ وَمَسَاؤُهُ بِمُحَمَّدٍ وَضَّاءُ
أيهَا المسلمونَ: لقدِ ابتهجَتِ الكائناتُ بمولدِهِ -صلى الله عليه وسلم-
وكانتِ البهجةُ العظمَى لِجدِّهِ عبدِ المطلبِ حينَ استقبلَ خبَرَ مولِدِهِ
-صلى الله عليه وسلم- فحينمَا جاءَهُ البشيرُ وهوَ جَالِسٌ فِي الْحِجْرِ
معَ رجالٍ منْ قومِهِ، فأخبرَهُ بمولِدِ النورِ والرحمةِ المهداةِ والسراجِ
المنيرِ، فَسُرَّ بذلكَ وأعلنَ سرورَهَ بيْنَ الْمَلإ، ثُمَّ قامَ هُوَ
ومَنْ معَهُ، فأخذَ سيدَنَا محمدًا -صلى الله عليه وسلم-وأدخلَهُ الكعبةَ،
وقامَ عندَهَا يدعُو اللَّهَ ويشكُرُهُ عَلَى مَا أَعْطَاهُ .
ولقَدْ نَالَتِ السيدةُ حليمةُ السعديةُ شرفَ رضاعتِهِ بعدَ أُمِّهِ -صلى
الله عليه وسلم- وكانتْ عادةُ العربِ أنْ يرسلُوا أبناءَهُمْ إلَى الباديةِ
للرضاعةِ تقويةً لأجسامِهِمْ وإتقانًا للسانِ العربِيِّ الفصيحِ فِي
مهدِهِمْ، فأرسلَ عبدُ المطلبِ سيدَنَا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- إلَى
السيدةِ حليمةَ السعديةِ مِنْ بنِي سعدٍ، التِي نالَتِ الخيرَ والبركَةَ
بذلكَ النبيِّ المبارَكِ، فخرجَتْ عَلَى أتانٍ لَهَا ضعيفةٍ هزيلةٍ، تشكُو
الفقْرَ والحاجَةَ وقِلَّةَ ذاتِ اليدِ، وتتأخَّرُ عَنِ الرَّكْبِ، ومعَهَا
ابنُهَا يتضوَّرُ جوعًا مِنْ قِلَّةِ اللبنِ فِي صدرِهَا، فلمَّا لَمْ
تَجِدْ صبيًّا غيْرَهُ -صلى الله عليه وسلم- أخذَتْهُ حَتَّي لاَ ترجِعَ
إلَى ديارِهَا خاليةَ اليدينِ، فلمَّا أخذَتْهُ -صلى الله عليه وسلم-
تَبَدَّلَ حَالُهَا فشعرَتْ بقوةٍ فِي جسدِهَا وامتلأَ صدرُهَا بِاللبنِ
فشرِبَ -صلى الله عليه وسلم- هُوَ وأخُوهُ مِنَ الرضاعةِ حتَّى روَيَا
ونَامَا، وركبَتْ أتانَهَا فصارَتْ أسرعَ الْحُمُرِ وأَسبَقَهَا، فبعدَ أنْ
كانَتْ مسبوقَةً أصبحَتْ سابقةً، وعَمَّتْهَا البركةُ بأخذِهَا لهذَا
الصبِيِّ المبارَكِ ثُمَّ أَمْضَى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-
السنواتِ الأربعَ الأُولَى مِنْ طفولَتِهِ فِي باديةِ بنِي سعدٍ، فنشَأَ
قويَّ البنيةِ، سليمَ الجسمِ، فصيحَ اللسانِ، جريءَ الْجَنَانِ -صلى الله
عليه وسلم-.
ثُمَّ جاءتْ حادثَةُ شَقِّ الصدرِ، وبِهذِهِ الحادثَةِ الكريمةِ يتجَلَّى
لنَا فضلُ اللهِ عَزَّ وجلَّ عَلَى سيدِنَا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-
وحفظُهُ لَهُ، فكانَ تهيؤُهُ للنبوةِ والوحيِ منذُ الصِّغَرِ، وبعدَ هذِهِ
الحادثةِ خشيتْ مرضعتُهُ عليهِ فأعادتْهُ إلَى أُمِّهِ الحنونِ، كَيْ يلقَى
الرعايةَ والاهتمامَ منهَا.
أيهَا المسلمونَ: لقَدْ كانَ مولدُ سيدِنَا محمدٍ -صلى الله عليه
وسلم-حدَثًا فريدًا فِي تاريخِ الإنسانيةِ، حيثُ غَيَّرَ مُجرياتِ
التاريخِ، وكانَ بدايةً لنقلِ الناسِ مِنَ الظلماتِ إلَى النورِ، فعلينَا
أنْ نُحافِظَ عَلَى هذَا النورِ باتباعِ مَا أَمَرَ اللهُ تعالَى بِهِ
واجتنَابِ مَا نَهَى اللهُ عنهُ، قالَ تعالَىوَمَن
يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) وَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- : ”خَلَّفْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ
لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِى“.
فصلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليكَ يَا رسولَ اللهِ فِي الأولينَ والآخرينَ،
وصلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليكَ عددَ مَا خلقَ اللهُ فِي السمواتِ والأرضينَ،
حيثُ رفعْتَ لواءَ العدلِ ومحوْتَ الظلمَ وحققْتَ الإخاءَ والمساواةَ
بيْنَ الناسِ، الأمرُ الذِي عجزَتِ البشريةُ عنْ تحقيقِهِ عبْرَ القرونِ
والأجيالِ، لأنَّكَ الرحمةُ المهداةُ والهدايةُ لخلقِ اللهِ أجمعينَ،
بُعِثْتَ لِتُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ، حيثُ خاطبَكَ ربُّكَ سبحانَهُ
وتعالَى بقولِهِ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) أقولُ قولِي هذَا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لِي ولكُمْ ولجميعِ المسلمينَ، فاستغفرُوهُ يغفرْ لكمْ.
الخطبةُ الثانيةُ :
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَلِيُّ الصالحينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ صاحبُ الخُلُقِ العظيمِ، اللهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبارِكْ
عَلَى سيِّدِنَا محمدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ
إلَى يومِ الدِّينِ.
أمَّا بعدُ: فيَا أيهَا المسلمونَ اتقُوا اللهَ، واعلمُوا أنَّ محبةَ رسولِ
اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي النفوسِ مغروسةٌ، وطاعتُهُ فِي القلوبِ
مطبوعَةٌ، وأقوالُهُ وأفعالُهُ والدعوةُ إليهَا والتأسِي بِها مِنْ أفضلِ
الأعمالِ وأعظمِ القُرُبَاتِ، فعلينَا أنْ نغرِسَ فِي نفوسِنَا ونفوسِ
أبنائِنَا محبتَهُ -صلى الله عليه وسلم-وذلكَ منْ خلالِ التأسِي بصفاتِهِ
وأخلاقِهِ ودراسةِ سيرتِهِ العطرةِ المباركَةِ وسيرةِ أصحابِهِ رضوانُ
اللهِ عليهِمْ أجمعينَ، الذينَ ربَّاهُمْ، فصنَعَ منهُمْ خيْرَ أُمةٍ
أُخرجَتْ للناسِ، وصدقَ اللهُ إذْ يقولُ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ
اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى
مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَىإِنَّ
اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ويَقُولُ
الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- :”مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً“اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ
عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ
اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَاجْمَعِ اللَّهُمَّ أُمَّتَنَا عَلَى الْخَيْرِ
وَالسَّدَادِ، اللَّهُمَّ أصلحْ لنا دينَنَا الذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا
وأصلحْ لنا دُنيانَا الَّتِي فيهَا معاشُنَا وأصلحْ لنا آخِرَتَنَا التي
فيها معادُنَا، وَاجْعَلِ الحياةَ زيادةً لنا في كُلِّ خَيْرٍ، اللَّهُمَّ
لاَ تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ دَيْنًا إِلاَّ
قَضَيْتَهُ، وَلاَ مَرِيضًا إِلاَّ شَفَيْتَهُ وَعَافَيْتَهُ، وَلاَ
حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا إِلاَّ قَضَيْتَهَا وَيَسَّرْتَهَا
لَنَا يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ،
اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلاَ تَجْعَلْنَا مِنَ
الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِرَّ لَنَا
الضَّرْعَ، وَاسْقِنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاءِ، وَأَنْبِتْ لَنَا مِنْ
بَرَكَاتِ الأَرْضِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ،
اللَّهُمَّ اجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلاَدِ
الْمُسْلِمِينَ، وَوَفِّقْنَا جَمِيعًا لِلسَّيْرِ عَلَى مَا يُحَقِّقُ
الْخَيْرَ وَالرِّفْعَةَ لِهَذِهِ الْبِلاَدِ وَأَهْلِهَا أَجْمَعِينَ،
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاَتَنَا وَقِيَامَنَا، وَاجْعَلْ جَمِيعَ
أَعْمَالِنَا خَالِصَةً لِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ.
اذْكُرُوا اللَّهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ، وَأَقِمِ الصَّلاَةَ.
كله مأخوذ من موقع دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي
الإثنين مارس 03, 2014 9:49 pm من طرف AmRo
» اعرف مباشرةً المحذوف من مناهج الشهادات .. الابتدائية و الاعدادية و الثانوية .. 2014 .. المصدر : موقع الوزارة
الإثنين مارس 03, 2014 6:48 pm من طرف AmRo
» المحذوفات للصف الاول الاعدادي لعام 2014
الخميس فبراير 27, 2014 12:50 pm من طرف AbdO
» المكتبة الثانيه للألعاب الخفيفه 10 ألعاب بأحجام متوسطه تحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الأربعاء فبراير 26, 2014 11:53 am من طرف AbdO
» مكتبة الالعاب الخفيفه 10 ألعاب بأحجام متوسطه تحميل مباشر على أكثر من سيرفر
الأربعاء فبراير 26, 2014 11:40 am من طرف AbdO
» اللعبه الشهيره Super Mario 3 Mario Forever لاجهزه الكمبيوتر بحجم 18 ميجا فقط : تحميل مباشر
الأربعاء فبراير 26, 2014 11:25 am من طرف AbdO
» طلب العضو saeed el saeidy
الأربعاء فبراير 26, 2014 10:29 am من طرف AbdO
» تحميل مباشر لـ محذوفات مناهج التربية و التعليم من الأول الابتدائى حتى الثالث الثانوى 2014 .. مباشرة على منتديات المسيو .. تحمل ملفات موقع الوزارة
الثلاثاء فبراير 25, 2014 3:17 pm من طرف AmRo
» أغنية .. الوقت بيسرقنا .. دنيا سمير غاانم .. بالكلمات .. أكثر من راااااااااائعة
السبت نوفمبر 09, 2013 1:20 am من طرف AmRo
» شاهد أغنية "عليك حبيبى كلام " .. دنيا سمير غانم .. رووعة
السبت نوفمبر 09, 2013 12:55 am من طرف AmRo
» شاهد حلقات برنامج "أهل الجنة" مع مصطفى حسنى .. مشاهدة مباشرة على منتديات المسيو .. تم اضافة جميع الحلقات
الأربعاء يوليو 17, 2013 11:25 am من طرف AmRo
» حصرياً .. رمضان Ramadan .. جديد ماهر زين 2013 .. أغنية رمضان باللغتين العربية و الانجليزية .. فيديو و كلمات
الجمعة يوليو 12, 2013 5:21 pm من طرف AmRo
» قد عدت يا شهر الهدى .. يا رحمة تسع المدى .. شعر و انشودة جميلة لشهر رمضان
الجمعة يوليو 12, 2013 7:42 am من طرف AmRo
» شعر أكثر من رائع عن استقبال و فضل شهر رمضان
الجمعة يوليو 12, 2013 5:40 am من طرف AmRo
» شاهد حلقات برنامج "خطوات الشيطان" مع معز مسعود .. مشاهدة مباشرة على منتديات المسيو .. تم إضافة جميع الحلقات
الجمعة يوليو 12, 2013 1:13 am من طرف AmRo